فيكم قال هات فأنشده قصيدته التي أولها (الطويل) * ألا هل عم في رأيه متأمل * وهل مدبر بعد الإساءة مقبل * * وهل أمة مستيقظون لدينهم * فيكشف عنه النعسة المتزمل * * فقد طال هذا النوم واستخرج الكرى * مساويهم لو أن ذا الميل يعدل * * وعطلت الأحكام حتى كأننا * على ملة غير التي نتنحل * * كلام النبيين الهداة كلامنا * وأفعال أهل الجاهلية نفعل * * رضينا بدنيا لا نريد فراقها * على أننا فيها نموت ونقتل * * ونحن بها مستمسكون كأنها * لنا جنة مما نخاف ومعقل * فكثر البكاء وارتفعت الأصوات فلما مر على قوله في الحسين رضي الله عنه * كأن حسينا والبهاليل حوله * لأسيافهم ما يختلي المتبقل * * وغاب نبي الله عنهم وفقده * على الناس رزء ما هناك مجلل * * فلم أر مخذولا أجل مصيبة * وأوجب منه نصرة حين يخذل * فرفع جعفر الصادق رضي الله عنه يديه وقال اللهم اغفر للكميت ما قدم وما آخر وما أسر وما أعلن وأعطه حتى يرضى ثم أعطاه ألف دينار وكسوه فقال له الكميت والله ما أحببتكم للدنيا ولو أردتها لأتيت من هي في يديه ولكنني أحببتكم للآخرة فأما الثياب التي أصابت أجسادكم فإني أقبلها لبركتها وأما المال فلا أقبله وكانت ولادة الكميت سنة ستين وهي أيام مقتل الحسين رضي الله عنه وكانت وفاته سنة ست وعشرين ومائة في خلافة مروان بن محمد
(١٥٥)