وكان السبب في موته أنه مدح يوسف بن عمر بعد عزل خالد القسري عن العراق فلما دخل عليه أنشده مديحة معرضا بخالد وكان الجند على رأس يوسف متعصبين لخالد فوضعوا سيوفهم في بطنه وقالوا أتنشد الأمير ولم تستأمره فلم يزل ينزف الدم منه حتى مات رحمه الله تعالى والكميت مشتق من الكمتة يقال للذكر والأنثى ولا يستعمل إلا مصغرا وهو تصغير أكمت على غير قياس والأسم الكمته وهو من الخيل بين الأسود والأحمر قال أبو عبيد ويفرق بين الكميت والأشقر بالعرف والذنب فإن كانا أحمرين فهو أشقر وإن كانا أسودين فهو الكميت ووجه تصغيره س بما يستحسن فقال لأنه لم يخلص له لون بعينه فينفرد به مكبرا والله أعلم وأنشد بعده وهو الشاهد السابع عشر (المتقارب) * وما كان حصن ولا حابس * يفوقان مرداس في مجمع * على أن الكوفيين وبعض البصريين جوزوا للضرورة ترك صرف المنصرف بشرط العلمية وأنشده أيضا هنا في آخر الكلام على منتهى الجموع على أن الكوفيين يمنعون الصرف بالعلمية وحدها لأنها سبب قوي في باب منع الصرف أراد ببعض البصريين أبا الحسن الأخفش وأبا علي الفارسي وابن برهان واشتراط العلمية لمنع الصرف إنما هو مذهب السهيلي لا غير وأما الكوفيون فهم يجيزون ترك الصرف للضرورة مطلقا في الأعلام وغيرها ومن جملة شواهدهم
(١٥٦)