تعطير الأنام في تعبير المنام - الشيخ عبد الغني النابلسي - ج ١ - الصفحة ٧
وينبغي للمعبر: إذا قصت عليه الرؤيا أن يقول خيرا رأيت وخيرا نلقاه وشرا نتوقاه خير لنا وشر لأعدائنا الحمد لله رب العالمين أقصص رؤياك وأن يكتم على الناس عوراتهم ويسمع السؤال بأجمعه ويميز بين الشريف والوضيع ويتمهل ولا يعجل في رد الجواب ولا يعبر الرؤيا حتى يعرف لمن هي ويميز كل جنس وما يليق به وليكن العابر عالما فطنا ذكيا تقيا نقيا من الفواحش عالما بكتاب الله تعالى وحديث النبي صلى الله عليه وسلم ولغة العرب وأمثالها وما يجرى على ألسنة الناس ولا يعبر الرؤيا في وقت الاضطرار وهي ثلاثة طلوع الشمس وغروبها وعند الزوال وإذا سأل سائل عن رؤيا عنادا ولم يكن رآها فلا يترك المعبر سؤاله بغير جواب فإنه إن كان خيرا فمصروف إلى المعبر وإن كان شرا فمصروف إلى المعاند لأنه مخذول والمجيب منصور على أعدائه كما ورد في قصة يوسف عليه السلام حين سأله الفتيان في السجن عنادا فقال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه فقال لهما يوسف عليه السلام أما أحدكما فيسقى ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضى الامر الذي فيه تستفتيان وإن عبر المعبر رؤيا عنادا على سبيل الاعوجاج فإنه إن كان خيرا فهو للسائل وإن كان شرا فهو للمعبر ولا يقص الرائي رؤياه إلا على عالم أو ناصح ولا يقصها على جاهل أو عدو والرؤيا على رجل طائر ما لم يحدث بها فإذا حدث وقعت ولا يقص أحد رؤياه على معبر وفي مصره أو إقليمه معبر أحذق منه لان فرعون يوسف لما قص رؤياه على معبري بلده فقالوا أضغاث أحلام لم تبطل رؤياه وسأل عنها يوسف عليه السلام فعبرها له فخرجت وإذا اشتبهت الرؤيا على المعبر ولم يعرف لها تأويلا فليأمر صاحبها إذا خرج من بيته يوم السبت أول النهار أن يسأل أي شخص يلقاه عن اسمه فإن كان اسمه حسنا كأسماء الأنبياء والصالحين فالرؤيا حسنة وإن كان غير ذلك فالرؤيا غير حسنة ويحترز من الكذب فيها فقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (من كذب في الرؤيا كلف يوم القيامة عقد شعيرة ومن كذب على عينيه لا يجد رائحة الجنة، وإن أعظم الفرية أن يفترى الرجل على عينيه يقول رأيت
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست