تعطير الأنام في تعبير المنام - الشيخ عبد الغني النابلسي - ج ١ - الصفحة ٤
تحذير من الشيطان ورؤيا مما يحدث به المرء نفسه فرؤيا تحذير الشيطان هي الباطلة التي لا اعتبار لها وفي الحديث الصحيح (أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فقال يا رسول الله رأيت كأن رأسي قطع وأنا أتبعه فقال لا تتحدث بتلاعب الشيطان بك في المنام) وأما الرؤيا التي من همة النفس فمثل أن يرى الانسان نفسه مع من يحب قلبه أو يخاف من شئ فيراه أو يكون جائعا فيرى أنه يأكل أو ممتلئا فيرى أنه يتقايأ أو ينام في الشمس ويرى أنه في نار يحترق أو في أعضائه وجع ويرى أنه يعذب.
والرؤيا الباطلة سبعة أقسام: الأول حديث النفس والهم والتمني والأضغاث. والثاني الحلم الذي يوجب الغسل لا تفسير له، والثالث تحذير من الشيطان وتخويف وتهويل ولا تضره. والرابع ما يريه سحرة الجن والإنس فيتكلفون منها مثل ما يتكلفه الشيطان. والخامس الباطلة التي يريها الشيطان ولا تعد من الرؤيا. والسادس رؤيا تريها الطبائع إذا اختلفت وتكدرت. والسابع الوجع وهو أن يرى الرؤيا صاحبها في زمن هو فيه وقد مضت منه عشرون سنة وأصح الرؤيا البشرى وإذا كان السكون والدعة واللباس الفاخر والأغذية الشهية الشافية صحت الرؤيا وقلت الأضغاث. والرؤيا الحق خمسة أقسام: الأول الرؤيا الصادقة الظاهرة وهي جزء من النبوة لقوله تعالى لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سار إلى الحديبية رأى في المنام أنه دخل هو وأصحابه رضي الله عنهم مكة آمنين غير خائفين يطوفون بالبيت وينحرون ويحلقون رؤوسهم ويقصرون فبشر صلى الله عليه وسلم في المنام بشارة من الله تعالى من غير صنع ملك الرؤيا، ولا تفسير لها مثل رؤيا إبراهيم عليه السلام في المنام في ذبح ولده كما حكى الله تعالى عنه بقوله يا بني إني أرى في المنام أنى أذبحك وقال بعضهم: طوبى لمن رأى الرؤيا صريحا لان صريح الرؤيا لا يريه إلا الباري تعالى دون واسطة ملك الرؤيا. والثاني الرؤيا الصالحة بشرى من لله تعالى كما أن المكروهة زاجرة يزجرك الله بها قال صلى الله عليه وسلم (خير ما يرى أحدكم في المنام أن يرى ربه أو نبيه أو يرى أبويه مسلمين. قالوا يا رسول الله هل يرى أحد ربه؟ قال
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست