الله تعالى فإنه جاحد لنعمته غير راض بما قسم الله له من الرزق ومن رأى كأنه قائم بين يدي الله تعالى ينظر إليه فإن كان الرائي من الصالحين فرؤياه رؤيا رحمة وإن لم يكن من الصالحين فعليه الحذر من ذلك وإن رأى كأنه يناجيه أكرم بالقرب وحبب من الناس وكذلك لو رأى أنه ساجد بين يدي الله تعالى ومن رأى كأنه يكلمه من وراء حجاب حسن دينه وأدى أمانته إن كانت في يده وقوى سلطانه وإن رأى أنه يكلمه من غير حجاب فإنه يكون ذا خطيئة في دينه فان كساه ثوبا فهو هم وسقم ما عاش ويستوجب بذلك الاجر الكبير فان رأى كأن الله تعالى سماه باسمه واسم آخر علا أمره وغلب أعداءه فان رأى أن الله تعالى ساخط عليه دل على سخط والديه عليه ومن رأى أن أبويه ساخطان عليه دل ذلك على سخط الله تعالى عليه ومن رأى أن لله تعالى غضب عليه فإنه يسقط من مكان رفيع ولو رأى أنه سقط من حائط أو سماء أو جبل دل ذلك على غضب الله تعالى ومن رأى مثالا أو صورة فقيل له إنه إلهك أو ظن أنه إلهه فعبده وسجد له فإنه منهمك في الباطل على ظن أنه حق ومن رأى الله تعالى يصلى في مكان فان رحمته ومغفرته تجئ في ذلك المكان والموضع الذي كان يصلى فيه ومن رأى الله تعالى يقبله فإن كان من أهل الصلاح والخير فإنه يقبل على طاعته تعالى وتلاوة كتابه أو يلقن؟ القرآن وإن كان بخلاف ذلك فهو مبتدع ومن رأى الله تعالى ناداه فأجابه فإنه يحج إن شاء الله تعالى وأما تجليه على المكان المخصوص فربما دل على عمارته إن كان خرابا أو على خرابه إن كان عامرا وإن كان أهل ذلك ظالمين انتقم منهم وإن كانوا مظلومين نزل بهم العدل وربما دلت رؤيته تعالى في المكان المخصوص على ملك عظيم يكون فيه أو يتولى أمره جبار شديد أو يقدم إلى ذلك المكان عالم مفيد أو حكيم خبير بالمعالجات. وأما الخشية من الله تعالى في المنام فإنها تدل على الطمأنينة والسكون والغنى من الفقر والرزق الواسع ومن رأى كأنه سار إلى الحق سبحانه وتعالى اهتدى إلى الصراط المستقيم ومن رأى كأنه الحق تعالى يهدده ويتوعده فإنه يرتكب معصية.
استعاذة: من رأى أنه يكثر الاستعاذة بالله من الشيطان في المنام فإنه يرزق علما نافعا وهدى