السلطان والسلطان هو الله تعالى. والثالث ما يريكه ملك الرؤيا واسمه صديقون على حسب ما علمه الله تعالى من نسخة أم الكتاب وألهمه من ضرب أمثال الحكمة لكل شئ من الأشياء مثلا معلوما.
والرابع الرؤيا المرموزة وهي من الأرواح، ومثالها أن إنسانا رأى في منامه ملكا من الملائكة قال له إن امرأتك تريد أن تسقيك السم على يد صديقك فلان فعرض له من ذلك أن صديقه هذا زنى بامرأته وإنما دلت رؤياه على أن الزنا مستور كما أن السم مستور. والخامس الرؤيا التي تصح بالشاهد ويغلب الشاهد عليها فيجعل الشر خيرا والخير شرا كمن يرى أنه يضرب الطنبور في المسجد فإنه يتوب إلى الله تعالى من الفحشاء والمنكر ويفشو ذكره وكمن رأى أنه يقرأ القرآن في الحمام أو يرقص فإنه يشتهر في أمر فاحش أو يقود لان الحمام موضع كشف العورات ولا تدخله الملائكة كما أن الشيطان لا يدخل المسجد ورؤيا الحائض والجنب تصح لان الكفار والمجوس لا يرون الغسل وقد عبر يوسف عليه السلام رؤيا الملك وهو كافر ورؤيا الصبيان تصح لان يوسف عليه السلام كان ابن سبع سنين فرأى رؤيا فصحت وقال دانيال عليه السلام اسم الملك الموكل بالرؤيا صديقون ومن شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام فهو الذي يضرب الأمثال للآدميين فيريهم بضياء الله تعالى من علم غيبه في اللوح المحفوظ ما هو كائن من خير أو شر ولا يشتبه عليه شئ من ذلك ومثل هذا الملك كمثل الشمس إذا وقع نورها على شئ أبصرت ذلك الشئ به كذلك يعرفك هذا الملك بضياء الله تعالى معرفة كل شئ ويهديك ويعلمك ما يصيبك في دنياك وآخرتك من خير أو شر ويبشرك بخير قدمته أو تقدمه وينذرك بمعصية قد ارتكبتها أو تريد ارتكابها فإذا أراك رؤيا منذرة فإنها تخرج في وقت تراها لئلا تكون مغموما وإذا أراك رؤيا حسنة فإنها تخرج بعد ذلك بأيام لتكون في نعمة وسرور وأصدق الرؤيا ما كان بالأسحار وأصدق الرؤيا رؤيا النهار. وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: أصدق الرؤيا القيلولة وقال المعبرون من المسلمين الرؤيا يراها الانسان بالروح ويفهمها بالعقل ومستقر الروح نقطات دم في وسط القلب ومستقر في رسوم الدماغ والروح معلق بالنفس