من فقه الجنس في قنواته المذهبية - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ٢٤٠
فلا يلحق الجارية إلا حصة واحدة كل خمس سنوات أو أكثر. وليت شعري كيف يتسع وقت الخليفة المتوكل بالإضافة إلى مهام الخلافة، وسهره المتواصل ليلا يعب الخمر حتى الصباح، وكان سكيرا شديد السكر، يقول عنه المؤرخون ما يلي:
كان يبغض عليا عليه السلام وينتقصه ويغلو في بغض علي عليه السلام ويكثر الوقيعة والاستخفاف به، وكان يشرب مع ندمانه وفيه قصف ولهو، ثم ذكروا: أن ابنه المنتصر نهاه عن شتم علي عليه السلام فلم ينته فقتله، وبعد ذلك كله يقول هذا المؤرخ عنه: ولكنه أحيى السنة وأمات البدعة - القول بخلق القرآن - (1). ولقد وقع لحمه يوم قتله في كؤوس الخمر كما نص على ذلك المسعودي في ترجمته من مروج الذهب، ومات سكرانا، وفي ذلك يقول البحتري في رثائه:
هكذا فلتكن منايا الكرام * بين ناي ومزمر ومدام بين كاسين أردياه جميعا * كأس لذاته وكاس الحمام ولا أدري كيف يعلل البحتري التناقض في قوليه بالمتوكل، فبالأمس كان المتوكل خارجا لصلاة العيد فقال له بقصيدته الشهيرة:
حتى طلعت بنور وجهك فانجلت * تلك الدجى وانجاب ذاك العثير وافتن فيك الناظرون فإصبع * يومى إليك بها وعين تنظر يجدون رؤيتك التي فازوا بها * من أنعم الله التي لا تكفر إلى أن قال:
حتى وصلت إلى المصلى لابسا * نور الهدى يبدو عليك ويظهر فلو أن مشتاقا تكلف فوق ما * في وسعه لسعى إليك المنبر

(1) حياة الحيوان للدميري ج 1 ص 84 طبع مصر المكتبة الاسلامية غير مؤرخ.
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 243 245 246 247 ... » »»