النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ٢٦١
الجنة هدف، والوقاية من النار هدف اما حب الجنة والخوف من النار فدافعان للعمل.
وهناك اهداف اجتماعية للعمل فالهدف من الوعظ هو هداية الانسان، والهدف من هداية الفرد تكثير عدد المؤمنين.. وتكثيرهم وسيلة لهدف آخر. والعمل من اجل تحقيق هذه الأهداف لا يتنافى مع الاخلاص.. لأننا في هذه الحالة نسأل لماذا يسعى الانسان إلى هذا الهدف ويخطط له؟ وما هو الدافع النفسي له في ذلك؟ فإذا لم يكن الدافع شخصيا أنانيا، وكان خالصا لله.. كان هذا العمل في طريق الاخلاص، وعملا مخلصا من دون شك، وبكلمة أخرى: ان هذه الأهداف هي نفسها محبوبة عند الله تعالى أو مأمور بها من قبله، وهي لهذا من الممكن ان تقع أهدافا في عمل خالص لوجه الله الكريم، ولا يتنافى قصد التوصل إليها بالعمل الخاص مع قربية هذا العمل..
الاخلاص هو المقياس للقيمة الحقيقية للعمل ينظر ابن الحضارة الغربية - سواء كان يعيش في الغرب، أو الشرق أو في أوساطنا - إلى العمل البشري ويقيمه على أساس من عطائه، ونتائجه، ودوره في الحياة الفردية، أو الاجتماعية، ولا يلتفت إلى النوايا، والدوافع لهذا العمل..
اما الاسلام، من هذه الوجهة يلزم بمجموعة كبيرة من الأعمال، من دون ان يشترط فيها شكلا خاصا للباعث، والدافع النفسي وراءها. وذلك من قبيل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الجاهل، ونفقة الزوجة،
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»