النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ٢٦٢
وتوفير الطب والأطباء.. فهذه الأعمال، وغيرها يلزم بها التشريع الاسلامي من دون ان يشترط صدورها عن قصد التقرب إلى الله تعالى.. لان لهذه النشاطات مصالح ملزمة في أنفسها تتحقق من دون قصد القربة.. وهناك الواجبات، أو المستحبات العبادية، وهي النشاطات التي يطلبها الاسلام من اتباعه مشروطة بنية التقرب، وقصد القربة إلى الله تعالى.
وعلى هذا.. فمن الممكن في القسم الأول ان يقوم الانسان المسلم بهذه النشاطات المذكورة.. ويسقط بها الوجوب الشرعي، ويبرئ ذمته من عهدة التكليف، وعبء المسؤولية حتى لو لم يقصد التقرب، وانما قصد السمعة والرياء أو دفع اللوم والنقد وما شاكل ذلك.
واما في القسم الثاني - العبادات - فهي لا تصح الا بقصد القربة، ونية التقرب إلى الله تعالى.. بل يحرم ان يؤتى بها رياء، وسمعة..
ولكن هذا كله من الزاوية التشريعية.. واما من الزاوية الأخلاقية الاسلامية، فان كل عمل ليس له قيمة الا إذا كان صادرا عن اخلاص لله تعالى لان قيمة العمل (قبوله)..
ولا يتم (قبول) العمل من الله تعالى الا بالاخلاص، وان أمكن ان يكون صحيحا مسقطا للتكليف مبرئا للذمة من دون اخلاص.
وبهذا جاءت النصوص عنهم (ع):
(لا عمل الا بنية) (انما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»