النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ٢٧٢
في هذه الآيات المباركات تبدو واضحة قيمة التوكل في تعزيز إرادة الصمود. والصبر في المحنة، والبلاء. والثبات على الاستقامة فنوح (ع) يستهين بملة الكفر على ضخامة الحجم، وشراسة المواجهة، لأنه توكل على الله.. والمؤمنون عندما يقول لهم الناس: ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم.. لا يخشونهم وانما يزدادون ايمانا.. ويحتسبون الامر عند الله وعليه يتوكلون.. وموسى (ع) يغذي قومه في الأيام الصعبة بالتوكل، لان التوكل زاد الصامدين الصابرين، وهكذا الرسل يصبرون على الأذى، والتكذيب بمعونة التوكل والاحتساب.
من أين جاءت هذه القيمة العملية الكبرى للتوكل.. وكيف يتاح للتوكل ان يعزز فينا إرادة الصمود، والقدرة على المواجهة؟!
هذه القيمة العملية للتوكل تنبع في حقيقة الامر من تفويض العنصر غير الاختياري إلى الله، فأنت تقوم بدورك، وتنتهي مهمتك، وما تبقى على الله تفوضه إلى الله وحده..
بعد أن تحذر من الوقوع في الخطأ، والتهور، وتجاهد قدر ما تستطيع.. بعد هذا لن تبقى قلقا على ما تبقى.. فأنت لا يهمك ما تبقى لا يهمك، ان قتلت، أو مت، أو عذبت..
لأنك قد جعلت هذا بعين الله، ووكلت الامر إليه.. يقرر ما يشاء، ويفعل ما يشاء، وليس لك سوى الرضا، والقناعة.
ب) - تعزيز إرادة الاقدام:
(فاعف عنهم، واستغفر لهم، وشاورهم في الامر، فإذا عزمت فتوكل على الله ان الله
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»