الاسلام، والمسلمين (ادخال بلاد في سيادة الاسلام - كتاب شامخ من الكتب الاسلامية..) قد لا يحصل أصحابها من ورائها غدا على شئ لأنهم أرادوا بها حطام الدنيا، وغفلوا فيها عن الله ويعرض القرآن الكريم صورة حية لنبيين كريمين، وهما يقومان بارساء قواعد انجاز من أعظم الانجازات في التاريخ الديني للانسان النبيان الكريمان هما إبراهيم وإسماعيل، والصورة:
(وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت، وإسماعيل ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك) (38) انهما وهما النبيان الكريمان على الله.. وانجازهما من أعظم الانجازات يتضرعان إلى الله.. ويمدان بطرفهما إلى السماء.. ويخشعان.. ويدمعان.. ربنا تقبل منا.. يقولان ذلك في وعي عميق في أن كل انجاز لا قيمة له في ذاته ما لم يتقبله الله.. ولا يتقبله سبحانه الا من المتقين المخلصين.
ولا تتمثل قيمة الاخلاص في (قبول) العمل، والإنابة عليه فقط، وان كانت هذه قيمة كبيرة محسوبة من جانب الانسان المسلم، وانما تتمثل قيمته مضافا إلى ذلك في مستوى الشخصية الذي بلغته.. في التجرد عن الأهواء، ودواعي السمعة والرياء، والتظاهر امام الناس، أو السعي وراء طموحات شخصية. ان الشخصية التي تعمل فيها (دوافع) أخرى غير دينية لا يأمن منها الانحراف، والخروج عن حدود الشريعة وتقديم الحسابات