النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ٢١٧
العمل في اتجاهات متعاكسة، أو هو بكلمة، عدم تمكن (الإرادة الربانية) من السيطرة الكاملة على الشخصية.. والتحكم الكامل في قواها، ودوافعها.. ونلاحظ عند بعض الناس المسلمين انهم يعملون الخيرات ويخلصون لله تعالى.. وأحيانا كثيرة مساوية أو مقاربة يعملون لذواتهم، ومراكزهم، وجاههم حتى لو خالفوا بذلك إرادة الله عز وجل.
والازدواج على قسمين:
1) - الازدواج الفكري.. وهو الصدور فكريا عن منابع ثقافية مختلفة ورؤى مذهبية متناقضة، فتراه مرة يفكر بطريقة الاسلام في التفكير، ويتحدث بلغته، ويتبنى مفاهيمه وأخرى يفكر بطريقة التفكير الغربي، ويتبنى الكثير من مفاهيم الحضارة الغربية، وقيمها مع تغليفها بالغلاف الاسلامي وهو لا يشعر بذلك.. وسنتناول هذا النحو من الازدواج في الجزء الثاني إن شاء الله تعالى.
2) - الازدواج النفسي والسلوكي.. وهو وجود عوامل، ودوافع نفسية متناقضة الاتجاه متقاربة المستوى والدرجة، بحيث لم يتضاءل أحدها مقابل الآخر، فهو صاحب مركز يفكر، ويسعى إلى تكوين مركز اجتماعي، أو ثقافي مرموق ويحب الظهور في هذا المجال، وذاك..
وصاحب دين يخشى الله، ويعمل له.. وهذا الازدواج ما يمكن ان نسميه بالشرك في العبادة، لان هذا الانسان له معبودان.. أحدهما الله والآخر هو الهوى.. ومن الممكن ان نسمي الازدواج الأول ب (الشرك الثقافي) ونعمم هذين الشركين إلى الشرك في الذات (الايمان بتعدد الآلهة) والشرك في الصفات
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»