النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ٢٢٠
هذا الذي يظهر بمظهر ديني.. ويخفي في ذاته ما الله مبديه من حب المال، والمركز والجاه.. ماذا تراه يصنع عندما (يجمع) من أموال الله تعالى، وحقوق الأمة من أجل ان يبني المسكن الواسع، ويقتني الدابة الفارهة، أو عندما يسعى لتأكيد ذاته، والظهور من اجل الظهور؟! ان ما يقدمه في هذا الميدان، هو ان المسكن ضروري للخدمة والدابة الفارهة تحفظ حرمته، ومكانته، لا باعتباره الشخصي وانما (باعتباره النوعي) وتأكيد شخصيته انما هو من اجل تأكيد أفكاره الدينية.. إلى آخر ما يلقي الشيطان في روعه من التبريرات والتزييفات أعاذنا الله تعالى من كل ذلك.
فعن طريق الخداع، خداع الذات والتبرير يستطيع ان يقضي هذا الانسان على الصراع النفسي بين قوتين نفسيتين، ودافعين متقاربين في درجة التأصل في النفس إذ تتحايل إحدى القوتين، وهي هنا القوة الشهوية على القوة الأخرى، وتحقق له راحة التوافق، والانسجام الداخلي وتجنبه آلام الصراع والتناحر الذاتي.
كيف تتحقق الحاكمية العامة للإرادة الربانية؟
تكون الجهاز المركزي الحاكم في الشخصية الاسلامية وهو الجهاز المؤلف من الصبر، والطاعة، والاخلاص. أي من الإرادة الربانية، يتم عندما يتحقق الشرطان التاليان:
(1) - قوة الدافع الديني في الشخصية.. وكونه أقوى الدوافع واصلها في النفس، والدافع الديني هو العواطف، والأحاسيس الدينية في النفس كحب الله، وخوفه، ورجائه والتطلع إلى ثوابه الجزيل.. والمحاسبة
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»