النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ٢٢٨
الناس بنور الهدى الإلهي.. وعلى السبيل الذي حدده الله لهذا الانسان..
ومن الواضح ان هذا المشروع التغييري الذي تبنته رسالات السماء لم يفرض على الانسان فرض الجاء، والا لاهتدى الناس جميعا.. وانما أريد له أن يتم من خلال الانسان، وفعاليته، وارادته.. وان كان برعاية الله، وهداية الله. ومن الواضح إلى جانب ذلك أن للانسان أهواءه، وشهواته، وميوله النفسية التي تتعارض مع الصيغة الربانية المقترحة.. وأنه ليس من السهل للانسان ان ينسجم مع هذه الصيغة الا من خلال الصبر، والمعاناة، والمجاهدة النفسية، وترويض النفس.
وكان الناس امام هذا المشروع التغييري الجبار القائم في الأساس على عبودية الله، وتحرير النفس من الأهواء والالتزام بالعدل، والمصالح النوعية للناس على ثلاثة أصناف : صنف رفض الايمان، والالتزام المبدئي بالرسالات السماوية وركن إلى مجاميع متعددة من تسويلات الشيطان، وخدعه.. وصنف ثان رحب بالصيغة الربانية، وآمن بها، وتعاطف معها والتزم بها التزاما جديا، وتصاعد بها إلى المستوى الانساني المطلوب، والشكل الرباني المقترح للانسان.. وأكثر الناس آمنوا بالأنبياء، ورسالاتهم، وعاشوهم في جزء، وآخر من شخصياتهم.. الا انهم لم يرتفعوا بها، ولم يتصاعدوا من خلالها، ولم يلتزموا بها الالتزام الضروري المطلوب.. لان الانسان بشكل عام، ليس مستعدا ان يجاهد الجهاد الأكبر ويعاني باستمرار في سبيل الطاعة، والالتزام، ويتوافق، ولو على حساب ميوله، وأهوائه مع إرادة الله.
والناس هؤلاء يعيش الايمان في ذواتهم، وينبض ضميرهم الديني
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»