الإرادة الربانية محور مركزي في الشخصية الاسلامية:
قد نطلق كلمة (الإرادة) ونقصد بها الاختيار، وإعمال القدرة في ترجيح جانب الفعل أو جانب الترك، فنقول: ان فلانا أراد كذا، ولم يرد كذا.. وقد نطلق كلمة (الإرادة) ونريد بها الشوق إلى الفعل، أو بعضه بالنسبة إلى تركه فيقول الأصولي، ان منا مبادئ الحكم.. الملاك والإرادة.. وقد نطلقها ونريد بها الجهاز الحاكم في الشخصية الذي يسيطر على رغبات النفس، فيمنع من بعض الأفعال، ويلزم بالبعض الآخر.. ومن هنا يقال:
ان إرادة فلان ضعيفة بمعنى، انه منساق مع رغباته، وليس لديه القدرة على التحكم فيها، وإرادة فلان قوية بمعنى أن لديه قدرة كافية على التحكم في الأهواء، والرغبات الشائعة الآنية.. وهذا هو المقصود.
ويتلخص هذا الجانب في شخصية الانسان المسلم في (حلول الإرادة الربانية محل الإرادة الشخصية) بحيث تكون إرادة المسلم، وجهازه الحاكم في شخصيته ممتثلا لإرادة الله تعالى الإرادة التشريعية بالطبع (1) ومنسجما معها ولهذه الإرادة التي تشكل العنصر الثالث البارز في الشخصية الاسلامية - مضافا إلى عنصري الايمان، والحب - حيثيات، وجهات ثلاث:
1 - القدرة على التحكم في الأهواء، والشهوات، والسيطرة عليها، ومخالفتها، والإرادة من هذه الجهة تسمى ب (الصبر).