النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ٢١٩
الانسان بأن هذا شئ يختلف عن ذاك، وانه مرة يعمل لدينه، وأخرى يعمل لشياطينه..
ويمكن للانسان من الخارج ان يكتشفه، ويحكم عليه.. والى جانب هذا، هناك ازدواج آخر..
ازدواج خفي.. يظهر فيه الانسان متدينا في كل شئ.. وهو في حقيقة امره منشطر الذات إلى شخصيتين شخصية متدينة، وأخرى منحرفة.. ويتم هذا عن طريق ارضاء كل من الجانب الشخصي الذاتي والجانب الديني، والتوفيق الشكلي المظهري فيما بينهما.
لنأخذ على ذلك مثلا..
ناس متقاعسون كالذين ذكروا في الرواية عن أبي جعفر (ع): (يكون في آخر الزمان قوم ينبع فيهم قوم مراؤون.. ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم، وأبدانهم لرفضوها، كما رفضوا اسمى الفرائض، وأشرفها (الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) هم هؤلاء أن يحافظوا على دينهم في الإطار الذي يحفظ أموالهم، وأنفسهم، وإذا خرج الامر عن هذه الحدود لم يلزموا أنفسهم بعد بالدين.. ولكن كيف ترى يترك هؤلاء واجب الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر؟! هل يتركونه مع اعلانهم بأن هذه ساعة من ساعات القلب وللرب ساعات أخرى؟! ابدا.. انما يقومون بعملية تبرير.. اما عن طريق تحريف احكام الله، وتشويه نظرية الاسلام في ميدان من أهم ميادينه، وأشرف فرائضه.. أو عن طريق تحريف الواقع، وتقديم (الاعذار).. (وسائل - أبواب الأمر والنهي - ب 10) ومثال آخر..
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»