النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ١٨٣
حتى يسمو) (20) ان التحلية لا تكون الا بالتخلية - كما يقولون - وحب الله، ومعايشة هموم الرسالة، والتفاعل النفسي، والشعوري مع حقائق الكون والمبدأ، والدعوة، إنما يكون عن طريق اضعاف، أو الغاء حب الدنيا في قلب المؤمن الرسالي وقطع القلب عما في أيدي الناس..
(لكي لا تأسوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا بما اتاكم) (21) ان المؤمن نوع جديد، ودم جديد، وصياغة جديدة للانسان، ليس لها سابقة في حضارة المال، وحضارة الدنيا، ليس فقط في مفاهيمه، وبصائره، ورؤاه الفكرية وانما أيضا - وابتداء - في أحاسيسه، وعواطفه، وتعلقاته القلبية، وهمومه، وانفعالاته.. وبينما لا يتحرك قلب ابن حضارة الدنيا، والمال لسوى بريق الذهب، والتمركز في دنيا الناس، فان قلب المؤمن يصفو فتضيق به الدنيا حتى يسمو ويذوق طعم الايمان، ولا يتناغم مع غير معاني القدس والطهر، ولا يرق لسوى خوف الله ورجائه والتطلع إليه.
4 - الدنيا والحكمة.. من الممكن ان يكون الانسان عالما بالدين، ومحبا للدنيا، وراكضا وراءها في ذات الوقت، ولكنك لن تجد حكيما واحدا من أهل البصائر في دين الله وهو يحب الدنيا ويسعى لها أكثر من سعيها لان حب الدنيا غطاء القلب، وحجاب عليها يمنع من الحكمة والتبصر.. وروح دين الله وقيم هذا الدين لا يعطيها ولا يتحملها الا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان، وطهره من حب الدنيا.
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»