فأيهما كانت منه غلب عليه. وقلب مفتوح، فيه مصابيح تزهر، ولا يطفأ نوره إلى يوم القيامة وهو قلب المؤمن) (22) 5 - الدنيا تفرق ولا تجمع، الدنيا: هوى الذات، ولكل شخص هواه، فإذا وجدت عشرة من أهل الدنيا فاعلم أن هناك عشرة غايات مختلفة متناقضة كل واحد من هؤلاء يريد مثلا المركز والجاه أي يهدف إلى أن يكون الشيخ المجل والحاكم المطلق دون سواه لان مشيخته لا تتم الا بعبودية الآخرين. اما المؤمنون فهواهم الله والانسجام مع دين الله تعالى.. والله سبحانه وتعالى واحد، وطاعته واحدة، وهذا هو السبب في أن سرعة إئتلاف الأبرار إذا التقوا، وان لم يظهروا التودد بألسنتهم كسرعة اختلاط ماء السماء بماء الأنهار وان بعد ائتلاف قلوب الفجار إذا التقوا، وان أظهروا التودد بألسنتهم كبعد البهائم عن التعاطف، وان طال اعتلافها على مذود واحد. (23) الزهد تحرر وانعتاق لا يستنكر الخلق الاسلامي امتلاك المؤمن الدنيا من مال، وجاه، وبنين، ولكنه يستنكر امتلاك الدنيا ومعانيها للمؤمن وأن تكون معبودة له من دون الله، أو مع الله.
الشهوات العاجلة كالشره في الاكل، والجنس، والمال، والرفاه، والزينة، والامن، والاستقرار، والاطمئنان إلى الدنيا.. والراحة والجاه.. هذه كلها معاني الدنيا وأشياؤها التي يزهد المؤمن وينبغي أن يزهد فيها.. لأن المؤمن ذو أفق واسع، ومنظار