النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ١٨٧
ان الحرية الحقيقية ليس في هذا، ولا في ذاك، ولكنها في الزهد والتحرر الذاتي وان الحرية تجاوز القيود التي تكبل الإرادة الانسانية وتمنع الانسان من الابداع، والفعالية في مجال النمو والتكامل وتحقيق انسانيته، وعبوديته لله. وهذه القيود هي (ثانيا) القيود الخارجية والاجتماعية ولكنها (أولا) القيود الذاتية.. قيود التخلف العقلي. وضيف الأفق، ومادية الاحساس، وقيود العاطفة المكبلة بالمال، والطين، والجاه، والشهرة والجنس، والقناطير المقنطرة.
وليس الزهد في المفهوم الاسلامي الواعي سوى التحرر الذاتي من هذه القيود، وتحويل هذه المعاني التي يركض وراءها الناس ويطمئنون إليها، إلى معان زهيدة تافهة إلى جنب الله، ومعاني الخير، والقيم الاسلامية الرائدة.
وهذا التحرر الذاتي المتمثل بالزهد - على خلاف من حب الدنيا والركون إليها - هو وحده الذي يمكن الانسان المؤمن من تذوق حلاوة الايمان والانس بالله والتعالي على صغائر الحياة.
(حرام على قلوبكم ان تعرف حلاوة الايمان حتى تزهد في الدنيا) وهو وحده - أو مع التقوى - الذي يمكن الانسان المسلم من أن يدرك الحق ويتحسس روح هذا الدين وقيم هذه الرسالة (إذا رأيتم الرجل قد أوتي زهدا في الدنيا ومنطقا فاقتربوا منه فإنه يلقن الحكمة) وقال تعالى:
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»