الصلاة على محمد وآله في الميزان - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٠٩
الأخبار المتواترة كحديث الكساء وغيره، ولا شك أن عليا (أفضلهم... الخ.
وقال قسم من العلماء المحققين ما معناه: أن آل الشخص هم من يؤولون إلى ذلك الشخص، أي يرجعون إليه، فآل النبي (ص) من يؤولون إليه نسبا صوريا جسمانيا، أو سببا معنويا فهم قسمان:
القسم الأول الرجوع إليه بالنسب وهم أهل بيته، وسائر ذريته الذين تحرم عليهم الصدقة في الشريعة الإسلامية.
وأما القسم الثاني فهم أولاده الروحانيون من العلماء والأولياء والحكماء المتألهون الذين يرجعون إليه رجوعا معنويا، ويقتبسون من مشكاة نوره، وكما حرم على الأول الصدقة الصورية، حرم على الثاني الصدقة المعنوية أعني تقليد الغير في العلوم والمعارف، ولا شك أن النسبة الثانية آكد من الأولى، وإذا اجتمعت النسبتان النسبية والسببية كان ذلك نور على نور كما في الأئمة الطاهرين المشهورين مع الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع)... الخ.
راجع (مجمع البحرين) للطريحي ص 424 و (الأنوار النعمانية) للجزائري ج 1 ص 133. ويؤكد قول هؤلاء المحققين قول النبي (ص) الذي تقدم كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي... الخ.
وقدم (ص) السبب قبل النسب لأنه أكد في الصلة به، وقد اجتمعا معا في أهل البيت الطاهرين لعظيم صلتهم به (ص) بكل ما للصلة من معنى وخلاصة ما تقدم من الأخبار، وأقوال العلماء الأعلام إن أول من ينطق عليهم لفظ الآل إنما هم علي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين (ع)،
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»