الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٩٢
فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم ([التوبة / 73].
فأنظر كيف جعل الله رضوانه أكبر من الجنة ونعيمها والخلود في مساكنها الطيبة.
هذا مقام رضا الله وقطعا لا يحظى به إلا من قدم رضاه على رضا غيره، هذا في الآخرة وأما في الدنيا فإن طالب رضا الله المقدم له على رضا خلقه يكفيه الله بمشيئته شر الناس من خلقه وإذا كفاه الله شرهم فقد حظي بخير الدنيا والآخرة معا.
وبهذا صرح الإمام الباقر (ع) في الحديث السابق بقوله: فإن الله ليس بينه وبين أحد شئ يعطيه به خيرا أو يصرف عنه سوءا إلا بإطاعته وابتغاء مرضاته وان طاعة الله مفتاح كل خير يبتغى ونجاة من كل شر يتقى.. الخ.
ه‍ - إطاعة أهل الدنيا عبادة لها ولأموالها ولكن هنا يأتي دور النفس الأمارة بالسوء التي هي العدو الأكبر لصاحبها على ما ورد عن النبي (ص) إنه قال: أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك (1).
ويأتي دور عبادة الدنيا وأموالها وزخارفها الفانية فتوسوس له حينئذ نفسه - بإعانة الشيطان العدو الثاني للإنسان - بأن الدنيا خير عاجل

(١) (مجمع البحرين) للطريحي ص ١٩٣، و (البحار) ج ٧٠ ص ٦٤ نقلا عن (عدة الداعي).
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»