الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٩١
وقال (ص): " إنما الطاعة في المعروف فمن أمر بمعصية فلا تطيعوه " (1).
ومنها ما ورد عن الإمام الباقر (ع) إنه قال: لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله، لا تسخطوا الله برضا أحد من خلقه ولا تتقربوا إلى أحد من الخلق بالتباعد من الله عز وجل فإن الله ليس بينه وبين أحد شئ يعطيه به خيرا أو يصرف عنه سوءا إلا بطاعته وابتغاء مرضاته وإن طاعة الله مفتاح كل خير يبتغى ونجاة من كل شر يتقى وان الله يعصم من أطاعه ولا يعتصم منه من عصاه ولا يجد الهارب منه مهربا (2)، وروى المحدثون الثقاة بأسانيدهم عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده (ع) إنه قال: أن رجلا من أهل الكوفة كتب إلى الحسين بن علي (ع) يقول: يا سيدي أخبرني بخير الدنيا والآخرة، فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإنه من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس ومن طلب رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، والسلام (3).
إيضاح وتعليق لحديث الحسين (ع) أقول ما أبلغ هذا الجواب من سيد شباب أهل الجنة وما أصدقه على هذا السؤال، يقول السائل: أخبرني عن خير الدنيا والآخرة فيجيبه (ع): بأن من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله شر الناس وذلك لأن طلب رضا الله أعلى شئ يحظى به العبد في دنياه وأخراه ويؤيده قول الله عز وجل: (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين

(١) المصدر السابق ص ٢٤٨.
(٢) نقلنا الحديث عن كتاب (محاضرات في تفسير القرآن) للسيد إسماعيل الصدر، ص ٤٧.
(٣) راجع (أمالي الصدوق) مجلس ٣٦ ص ١٢١، و (الاختصاص) للمفيد ص 220، ونقله عنه المجلسي في (البحار) ج 78 ص 126.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»