الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٥٠
مخاطبا رسوله (ص) يأمره أن يقول للناس: (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ([الكهف / 111]، ويستثنى من ذلك من يطيع ويخضع لغير الله بأمر الله فإن هذه الطاعة والخضوع بحقيقتهما طاعة وخضوع لله عز وجل وحده لا شريك له لأنها امتثال لأمره وخضوع له لا لغيره.
وحيث أن هذا الموضوع خطير والناس فيه مختلفون ولا سيما الأمة الإسلامية فيما بينهم حتى أن بعض فرقهم قد تكفر الأخرى وحيث أن العبودية للغير لها معان عديدة لذا يلزمنا بعض التوسع والتفصيل لهذا الموضوع حتى نعرف كيف أن القرآن شفاء للأمراض الروحية في العبادات الفاسدة وكيف يكون رحمة للمؤمنين من العباد ونعرف المخلصين العابدين من غيرهم فنقول:
معاني العبودية في القرآن واللغة والاصطلاح إن العبودية للغير لها معان عديدة في القرآن واللغة والاصطلاح الشرعي والعرفي، منها العبودية بمعنى التأليه ومعنى المملوكية والخضوع والطاعة، وإليك البيان والتفصيل:
1 - العبودية بمعنى التأليه:
وهي أن يتخذ الإنسان له إلها، والعبودية بهذا المعنى تختص بالله سبحانه وحده لا شريك له ولم يجعلها الله لأحد من المخلوقين مطلقا وإليها
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»