الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٤٩
إليه تعالى، ومن هنا قال رسول الله (ص) في وصيته لأبي ذر: يا أبا ذر ليكن لك في كل شئ نية صالحة حتى في النوم والأكل. (راجع البحار ج 77 ص 82، ومكارم الأخلاق للطبرسي ص 544، والوصية بكاملها من ص 537 - 556). فهذه هي العبادة التي أوجدنا الله لأجلها في هذه الحياة الدنيا وهي على الإجمال مطلق الطاعة له جل وعلا في كل أوامره ونواهيه واباحاته.
يروي لنا الشيخ الصدوق (ره) في (معاني الأخبار) بسنده عن خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي إنه قال: سأل عيسى بن عبد الله القمي أبا عبد الله (ع) وأنا حاضر فقال: ما العبادة؟ قال (ع): حسن النية بالطاعة من الوجه الذي يطاع الله منه (1).
انحراف الإنسان عن عبادة الله إلا من عصم نعم هذا هو الحق الذي يسعد الإنسان في الدارين بأن يحسن نيته بالطاعة لله من الوجه الذي يطاع الله منه ولكن هذا الإنسان ينحرف دائما عن عبادة ربه ومالكه ورازقه إلى عبادة غيره إلا من عصم الله كمن يعبد نفسه الأمارة بالسوء أو يعبد الشيطان أو رؤساء الكفر والضلال أو الأحبار والرهبان وعلماء السوء أو يعبد الدنيا وأموالها وزخارفها أو يرائي بعبادته بان يتظاهر بحسن عبادة الله أمام الآخرين ليمدحوه أو يعظموه، فكل من يعبد هذه المعبودات المزيفة وغيرها هي عبادة باطلة زائفة وتعد شركا بعبادة الله أو كفرا به ولذلك يقول عز من قائل: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ([يوسف / 107]. ويقول تعالى

(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»