النصارى المسيح ابن الله وهو الذي يسميه النصارى يسوع فغيرت عند التعريب.
أما السبب الذي دعا اليهود إلى هذا الادعاء فهو أن عزيرا هو الذي جدد لليهود أسفار التوراة وكتبها لهم بعدما أفقدت في غائلة بخت نصر ملك بابل الذي فتح بلادهم وخرب هيكلهم وأحرق كتبهم وقتل رجالهم وسبى نساءهم وذريتهم.
وعزير هذا أيضا الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه بعد الموت وأحياه وقد ألهمه الله عز وجل - بعد إحيائه - علوم التوراة فأملاها لهم عن ظهر قلب معجزة له ولكنهم قالوا: ما جعل الله التوراة في قلب رجل بعدما ذهبت إلا أنه ابنه، فقالوا: عزير ابن الله.
ولعل ادعاءهم النبوة لعزير ادعاء تشريفي له لا أنه ابن حقيقي كادعائهم أنهم أبناء الله وأحباؤه.
أما السبب الذي دعا النصارى إلى القول بأن المسيح ابن الله فهو أن الله خلقه من أم فقط وهي مريم، وأجرى له معجزات تدل على نبوته ورسالته كان منها إحياؤه الموتى وإبراؤه الأكمه - أي الأعمى - وأنه يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا وكل ذلك - وغير ذلك - بإذن الله الذي هو على كل شئ قدير، ولكنهم ادعوا له البنوة التي بمعنى أن فيه من جوهر الربوبية أو هو مشتق منه أو هو هو (1).