ومن الأمور المسلية للنفس أن يعلم بأن ما أصيب به أو ما فاته في الدنيا يعوضه الله عليه في الآخرة ويثيبه عليه ومن هنا يقال لصاحب المصيبة: أعظم الله لك الأجر، أي أعطاك الله من الأجر أكثر وأعظم مما أصبت به وذلك أن الابتلاءات في الدنيا - للمؤمنين - لا تخلو من فائدة وفائدتها أما ان تكون سببا لتكفير سيئاته أو زيادة لحسناته أو رفعا لدرجاته، وإلى هذا يشير القرآن المجيد بقوله: (وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم ([الأنفال / 18].
ومن الأمور المسلية للإنسان أيضا أن يعلم ان جميع ما في عالم الدنيا من حيوان ونبات وجماد هو في معرض الفناء والزوال وليس فيها شئ يقبل البقاء.
فتزود لما إليه المصير.
كل شئ إلى الفناء يصير.
وان زخارف هذه الدنيا متنقلة ما بين الناس على سبيل التناوب والتبادل ومثلها كمثل شمامة تدار في مجلس بين أهله على التناوب يتمتع بها في كل لحظة واحد منهم ثم يعطيها لغيره، فمن حزن على ما فاته من الدنيا يكون مثله كمن يحزن على استرجاع تلك الشمامة منه بعد أن وصلت إليه نوبة الاستمتاع بها، وإلى هذا يشير بعض الأدباء:
ولابد يوما ان ترد الودائع.
وما المال والأهلون إلا ودائع.
فلا ينبغي للعاقل ان يحزن ويهتم من أجل رد الوديعة إلى أهلها: