الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٣٣٠
العنكبوت فكانت امرأة سحرت زوجها، وأما الأرنب فكانت امرأة لا تتطهر من حيض ولا جنابة ولا غير ذلك، وأما سهيل فكان عشارا باليمن (أي يأخذ العشر من الناس ظلما) وأما الزهرة فكانت امرأة نصرانية وكانت لبعض ملوك بني إسرائيل وهي التي فتن بها هاروت وماروت وكان اسمها ناهيل والناس يقولون: ناهيد (1).
قال الشيخ الصدوق معلقا على الحديث: ان الناس يغلطون في الزهرة وسهيل ويقولون انهما كوكبان (أي لم يكونا دابتين) وليس كما يقولون ولكنهما دابتان من دواب البحر، سميتا بكوكبين كما سمي الحمل والثور والسرطان والأسد والعقرب والحوت والجدي، وهذه - كلها - حيوانات سميت على أسماء الكواكب، وكذلك الزهرة وسهيل، وانما غلط الناس فيهما دون غيرهما لتعذر مشاهدتهما والنظر إليهما لأنهما من البحر المطيف بالدنيا بحيث لا تبلغه سفينة ولا تعمل فيه حيلة، ثم قال: وما كان الله تعالى ليمسخ العصاة أنوارا مضيئة تبقى ما بقيت الأرض والسماء.. الخ.
العلامات والقواعد للمحرمات والمحللات هذا وقد أعطت الشريعة الإسلامية الغراء علامات وقواعد ثابتة للمحرمات والمحللات من الحيوانات والطيور والبيض والسمك، فبالنسبة إلى الحيوانات يقولون مثلا ما كانت تحيض أنثاه فأكله حرام وإلا فلا، وبالنسبة إلى الطيور ما كان زفيفه أثناء الطيران أكثر من رفيفه (أي انه

(1) علل الشرائع ص 488.
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»