الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢١٤
وعلى الإجمال: ان الآيات والأحاديث التي تحث على الزواج وترغب فيه وتحذر من تركه كثيرة جدا (1).
ومما تجدر الإشارة إليه هو ان من لم يتمكن من الناس من الإقدام على الزواج الدائم لكثرة تكاليفه فقد شرع الله عز وجل لهؤلاء وأمثالهم الزواج المنقطع لمدة معينة يتعاقد عليها وهو المعروف بزواج المتعة المذكور بقوله تعالى: (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ([النساء / 25].
وحكمة تشريع هذا الزواج وفوائده أشار إليها الإمام أمير المؤمنين (ع) بقوله الشهير، لولا أن عمر نهى عن المتعة ما زنى إلا الشقي (2).
كما أشار إلى تلك الحكمة نفسها ابن عمه وتلميذه عبد الله بن عباس حبر الأمة وعالمها بقوله: رحم الله عمر ما كانت المتعة إلا رحمة رحم الله بها أمة محمد (ص) ولولا نهيه عنها ما احتاج إلى الزنا إلا شقي... الخ (3).
فحكمة تشريع المتعة التسهيل على من لم يتمكن من الزواج الدائم ولئلا يقدم على فاحشة الزنا.
ومسألة المتعة - كما لا يخفى - من المسائل الفقهية الفرعية التي اشتهر فيها الخلاف بين المسلمين ولا إشكال في ثبوت تشريعها في

(١) راجع كتاب (أحاديث إسلامية) في قضايا الزواج للسيد محمد هادي الصدر، وكتاب (الزواج في القرآن والسنة) للسيد عز الدين بحر العلوم وغيرهما.
(٢) (الدر المنثور) للسيوطي ج ٢ ص ١٤٠ نقلا عن عبد الرزاق وأبي داود وابن جرير عن الحكم انه سئل عن آية المتعة أمنسوخة؟ قال: لا ثم قال: وقال علي: لولا أن عمر نهى عن المتعة ما زنى إلا شقي.
(3) المصدر السابق ص 141 نقلا عن عبد الرزاق وابن المنذر من طريق عطاء ابن عباس وانه يرى بقاء حليتها.
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»