الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢١٦
وعالج الإسلام هذا الأمر بشتى طرق العلاج وأهمها طريقان: - أولا: - ان الله تعالى اختار حكاما على عباده من رسل وأنبياء وأوصيائهم، خيرة الناس وصفوتهم وحث الناس على إطاعتهم حتى جعلها مقارنة لإطاعته جل وعلا وأعطاهم من العلم والفضل ما لم يعط لغيرهم وجعل لهم من المعجزات والآيات الدالة على صدقهم ووجوب تصديقهم وبذلك وغير ذلك عرفهم لكافة خلقه فالسعيد من اتبعهم والشقي من خالفهم.
ثانيا: - إن الله علم أن خبثاء النفوس سيقفون في طريق تلك الصفوة المختارة وأخيرا يغتصبون حقوقهم ومناصبهم ويستولون على الناس بالقوة والكثرة الضالة.
وشاء الله أن يمهل أولئك الغاصبين الظالمين لأجل مسمى لهم عنده بعد أن أنذرهم وتوعدهم بأنواع النذر وألوان الوعيد الصارم كما حذر الناس من اتباعهم وإطاعتهم والركون إليهم وان ذلك يسبب لهم جميعا خسران الدنيا وخزيها وعذاب الآخرة ونارها.
راجع بإمعان وتدبر البحث الرابع من بحوث هذا الكتاب من أوله إلى آخره لتكون على بصيرة من الأمر والله ولي التوفيق (وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ([هود / 89].
الخمر ومضاره والحد عليه أما الخمر فإنها أم الكبائر والمفاسد لأنها مفسدة للعقل ومن فسد عقله لا يبالي لأي معصية اقترف وأي موبقة أتى فربما يزني حال سكره بأمه أو أخته أو ابنته أو غيرهن من محارمه. وكما قال عثمان بن مضعون
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»