الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٣٣
وانما صار الغضب مفتاحا للشرور لما ينجم عنه من أخطار وآثام كالاستهزاء والتعيير والفحش والضرب والقتل ونحو ذلك من المساوئ العديدة التي تصدر من الغضبان بسبب فقدانه لعقله ومن هنا قال الإمام الصادق (ع) أيضا: من لم يملك غضبه لم يملك عقله (4).
وقال بعض الحكماء: السفينة التي وقعت في اللجج الغامرة واضطربت بالرياح العاصفة وغشيتها الأمواج الهائلة أرجى إلى الخلاص من الغضبان الملتهب (5)، ولا خلاص منه إلا بالرجوع إلى العقل والشرع.
ولنختم موضوع الغضب وذمه والحلم ومدحه بأبيات لبعض الأدباء فإن فيها حكمة بالغة لمن تدبرها وعمل بها فقال ونعم ما قال:
وان كثرت منه علي الجرائم شريف ومشروف ومثل مقاوم واتبع فيه الحق والحق لازم إجابته عرضي وان لام لائم تفضلت ان الفضل بالحلم حاكم.
سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب وما الناس إلا واحد من ثلاثة فأما الذي فوقي فأعرف قدره وأما الذي دوني فإن قال صنت عن وأما الذي مثلي فإن زل أو هفا.
اتباع القوة الوهمية وما يؤدي إليه من الهلاك فهذا بعض الهلاك الذي يكون بسبب اتباع القوة الغضبية، وأما اتباع القوة الوهمية المنتجة للبغي فإنه أيضا مهلك للإنسان مضر بصاحبه قبل أن
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»