الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١١١
والعقاب والعذاب في الآخرة روحا وجسما يأمرنا الله تعالى أن نجتنبه حفظا منه لنا وشفقة ورأفة علينا من تسرب تلك الأضرار والمفاسد إلى الفرد والمجتمع في الدارين للروح والجسم.
ففي الآية الأولى يقول: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور (والأوثان هي الأصنام، فالله يأمرنا أن نجتنب ونبتعد عن عبادتها، وأمره لنا باجتناب أعيانها مع ان المراد حقيقة هو اجتناب عبادتها ذلك للمبالغة في حرمة عبادتها، وقوله: (من الأوثان ((من) هنا جنسية بيانية أي ان الاجتناب يجب ان يكون من مطلق جنس الأوثان وأعيانها من جماد أو حيوان أو إنسان، ومن هنا جاء في بعض الروايات ان اللعب بالشطرنج والنرد وسائر أنواع القمار من الأوثان أيضا. (1) ومعلوم ان عبادة الأوثان كفر وشرك بالله عز وجل والكافر والمشرك الذي يعبد الأصنام يصدر منه كل ضرر عليه وعلى مجتمعه، كذلك أمرنا ان نجتنب قول الزور وهو الكذب والباطل والتهم ومنه شهادة الزور، وروي انه يدخل في الزور أيضا الغناء وسائر الأقوال الملهية (2).
ومعلوم ان الكذب وسائر الأقوال الباطلة مطلقا قبيحة ومضرة بالفرد وبالمجتمع ولذلك يأمرنا الله ان نجتنبها، ويروي شيخنا الطبرسي في مجمع البيان عن أيمن بن خزيم عن رسول الله (ص) انه قام خطيبا فقال: أيها الناس

(1) راجع مجمع البيان م 4 ص 82 ونقله عنه العلامة الطباطبائي في الميزان ج 14 ص 416.
(2) المصدر السابق
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»