الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ٥٣
مقيد بحدود معينة تنظم علاقاته مع الآخرين، فهناك مسألة المحارم مثلا كأبرز ضابطة شرعية تنظم علاقات الرجل والمرأة، إذ ليس من حقنا أن نمزح مع أي كان أو نجالس أيا كان أو نتحدث مع من نشاء.
إن بعض النزاعات التي تعكر من صفو الحياة الزوجية إنما تنشأ بسبب إهمال هذه الضوابط، إذ أننا نجد البعض - رجلا أو امرأة - يقيم علاقات محرمة مع بعض الأفراد في نفس الوقت الذي يقوم فيه بتقطيع كل الأوامر مع زوجه، ولا تستمر الحال هكذا إذ سرعان ما تتحطم حياة كل منهما وتذهب أدراج الرياح.
2 - الاشتراك في الحرام:
عادة ما تقود الشهوات إلى الوقوع في الحرام، وبالطبع تكون البداية حضور الحفلات المحرمة التي تلوث الإنسان تدريجيا ثم سرعان ما يجد المرء نفسه في أحضان الرذيلة ، وبمرور الأيام يزين رفاق السوء له هذه الحياة فيفضلها على حياة الزواج والجو العائلي، وعندها يولي ظهره لزوجته ولأبنائه ويتضاعف الخطر عندما يدمن ذلك الإنسان على القمار أو الشراب أو تعاطي المخدرات إذ لا يكون همه سوى الحصول على المال عن أي طريق، وعندها تتهاوى الأسرة وتتحول إلى مجرد أنقاض آدمية.
3 - التجمل والزينة:
يحث الإسلام على أن يتزين الزوجان لبعضهما ويظهرا بالمظهر اللائق، وفي مقابل ذلك وضع الإسلام حدودا لذلك تمنع من الإفراط الذي يقود إلى السقوط الأخلاقي، وذلك عندما يتحول الرجل أو المرأة إلى ألعوبة أو دمية تقلبها عيون الناظرين.
فالإسلام يمنع لباس الشهرة أو أن تتزين المرأة ثم تخرج من دارها. الإسلام يمنع المرأة من التبرج لغير زوجها أو أن تتعطر ثم تخطر في الشوارع، كل هذا من أجل صيانة الإنسان أخلاقيا وحمايته من السقوط أو الوقوع في شباك الشبهات.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»