عن المنصور عن أبيه عن جده عن عبد الله بن عباس أن النبي (ص) كان يتختم في يمينه.. (35) وروى عن المنصور قال رسول الله (ص) مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تأخر عنها هلك.. (36) وروى عنه قال رسول الله (ص): إذا أمرنا أميرا وفرضنا له فرضا فما أصاب من شئ فهو غلول.. (37) وروى عنه عن الرسول (ص): كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسي.. (38) وروى عنه (ص): وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجلة وآجله ولأنتقمن ممن رأى مظلوما يقدر أن ينصره فلم يفعل.. (39) ويبدوا من خلال هذه الروايات أن الفقهاء قد وضعوا المنصور في مصاف المحدثين من أهل العلم الذين يتحدثون بلسان الرسول (ص) كما وضعوا عبد الملك بن مروان من قبل إلا أن حقيقة المنصور وتاريخه ومواقفه تؤكد لنا أنه غير هذه الصورة وأن ما يروى عنه مجرد اختلاق بهدف تلميعه والتغطية على مساوئه وانحرافاته..
يروى أن المنصور هو أول خليفة قرب المنجمين وعمل بأحكام النجوم، وهو أول من استعمل مواليه على الأعمال وقدمهم على العرب وكثر ذلك بعده حتى زالت رئاسة العرب وقيادتها..
وهو أول من أوقع الفرقة بين ولد العباس وولد على وكان قبل ذلك أمرهم واحد.. (40) ويروى أن عبد الصمد بن علي قال للمنصور: لقد هجمت بالعقوبة حتى كأنك لم تسمع بالعفو؟ قال: لأن بني مروان لم تبل رممهم وآل أبي طالب لم تغمد سيوفهم. ونحن بين قوم قد رأونا أمس سوقة واليوم خلفاء، فليس تتمهد هيبتنا في صدورهم إلا بنسيان العفو واستعمال العقوبة.. (41)