وكان عبد الملك وأبيه ضمن من أخرج من المدينة يوم الحرة حين خرجت المدينة على يزيد بن معاوية وطردت منها بنو أمية، وخاف أن تكون الغلبة لأهل المدينة، وحين دخلها جيش يزيد واستباحها ثلاثة أيام خر عبد الملك ساجدا وعاد إلى المدينة.. (14) ويروى أن عبد الملك هو الذي دل جيش يزيد على عورات أهل المدينة وكيف يؤتون ومن أين يدخل عليهم وأين ينزل. (15) وتمكن عبد الملك من قتل مصعب بن الزبير ثم قتل عبد الله بن الزبير وتدمير الكعبة على يد الحجاج وبذلك دانت له العراق والحجاز.
يروي: اجتمع الناس على عبد الملك بن مروان سنة ثلاث وسبعين، وكتب إليه ابن عمر بالبيعة وكتب إليه أبو سعيد الخدري وسلمة بن الأكوع بالبيعة.. (16) وكتب ابن عمر إليه يقول: إني أقر بالسمع والطاعة لعبد الملك أمير المؤمنين على سنة الله وسنة رسوله ما استطعت، وأن بني قد أقروا بمثل ذلك.. (17) ويروى أن عبد الملك بن مروان قد حفظ عن عثمان وسمع عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وغيرهم من أصحاب رسول الله (ص) وكان عابدا ناسكا قبل الخلافة.. (18) ويروى عن نافع قوله: لقد رأيت عبد الملك بن مروان وما بالمدينة أشد تشميرا ولا أطلب للعلم منه، أحسبه قال: ولا أشد اجتهادا.. (19) ويروى عن ابن جريح قال: سمعت ابن شهاب الزهري يسأل عن ربط الأسنان بالذهب. قال:
لا بأس به، ربط عبد الملك بن مروان أسنانه بالذهب.. (20)