وهذا قول أهل العقل والعلم والسنة والجماعة ثم افترقوا ثلاث فرق:
فرقة لعنته...
فرقة أحبته..
وفرقة لا تسبه لا تحبه..
وهذا المنصوص عليه عن الإمام أحمد بن حنبل وعليه المعتضد من أصحابه وغيرهم.
وقد استدل القائلون بالمغفرة له بحديث مسلم عن ابن عمر أن رسول الله (ص) قال أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له. وأول جيش غزاها كان أميره يزيد.. (10) وقال ابن تيمية: ان يزيد كان من شباب المسلمين ولا كان كافرا ولا زنديقا. وتولى بعد أبيه على كراهة من بعض المسلمين ورضى من بعضهم وكان فيه شجاعة وكرم ولم يك مظهرا للفواحش كما يحكى عنه بعض خصومه وجرت في جرت في إمارته أمور عظيمة أحدها مقتل الحسين وهو لم يأمر بقتله ولا أظهر الفرح بقتله ولا نكت بالقضيب على ثناياه ولا حمل رأس الحسين إلى الشام، لكن أمر بمنع الحسين وامساكه وبدفعه عن الأمر ولو كان بقتاله.. (11) وقال الشيخ الخضري: إن الحسين أخطأ خطأ عظيما في خروجه هذا الذي جر على الأمة وبال الفرقة والاختلاف وزعزع عماد ألفتها إلى يومنا هذا..
وغاية الأمر أن الرجل طلب أمرا يتهيأ له، ولم يعد له عدته فحيل بينه وبين ما يشتهى وقتل دونه، والحسين قد خالف يزيد وقد بايعه الناس، ولم يظهر عنه ذلك الجور ولا العسف عند إظهار الخلاف حتى يكون في الخروج عليه مصلحة للأمة.. (12) - الفقهاء وعبد الملك بن مروان:
عبد الملك هو ابن مروان بن الحكم الذي هيمن على الحكم في عصر عثمان ابن عمه وكان السبب المباشر في الثورة عليه وقتله، وهو الذي قتل طلحة بن عبيد الله بسهم في ظهره فقتله وكان معه في جيش عائشة يوم الجمل (13)