عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ٩٥
أما السند فيدخل جميع الرواة تحت طائلة الجرح والتعديل عدا الصحابي. أي يمكن الخوض في سيرة وتاريخ وسلوك ومواقف راوي الحديث من أجل الوصول إلى تعديله وقبول روايته أو تجريحه ورفض روايته..
وهذا أمر جعلوا له علما قائما بذاته أسموه علم الجرح والتعديل وهدفه الوصول إلى صدق وأمانة الرواي حتى تقبل روايته.. (1).
ويعرف أهل السنة عدالة الرواي بأحد أمرين:
الأول: أن يشتهر حال الراوي بالعدالة والتقوى بين الناس حتى لا يغيب ذلك عن جمهور الأمة.. ومن ذلك رواه تاج الدين السبكي في كتابه (من ثبتت إمامته وعدالته. وكثر مادحوه ومزكوه. وندر جارحوه. وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصب لمذهبي أو غيره، فإنا لا نلتفت إلى الجرح فيه، ونعمل فيه بالعدالة).
الثاني: تزكية النقاد العارفين.. فإذا شهد للراوي عدد من العلماء أو واحد على الأقل بأنه عدل فإن ينتقل من دائرة الجهالة إلى دائرة العدالة.. (2).
وقال ابن أبي حاتم: ووجدت الألفاظ في الجرح والتعديل على مراتب شتى. وإذا قيل للواحد: إنه ثقة أو متقن ثبت فهو ممن يحتج بحديثه. وإذا قيل له: إنه صدوق أو محله الصدق أو لا بأس به فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه.
وهي المنزلة الثانية. وإذا قيل شيخ، فهو بالمنزلة الثالثة، يكتب حديثه وينظر فيه، إلا أنه دون الثانية، وإذا قيل صالح الحديث فإنه يكتب حديثه للاعتبار.

(1) أنظر تقريب التهذيب لابن حجر، وقاعدة في الجرح والتعديل للسبكي، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم.
(2) قاعدة في الجرح والتعديل. وعلى هذا الأساس اعتمد أهل السنة رواية من اشتركوا في مذبحة كربلاء كعمر بن سعد. واعتمدوا شاعر الخوارج عمران بن حطان الذي مدح قاتل الإمام علي.
والجرائم الأخلاقية فجرحوا على أساس الأخلاق ولم يجرحوا على أساس السياسة..
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست