وهذا يفسر لنا موقف عمر بن الخطاب الذي كان كثير الاعتداء على الصحابة الذين يروون على لسان الرسول، وكان يطلب منهم شهورا يشهدون لهم على صحة ما يقولون. وكذلك فعل أبو بكر من قبله وعائشة.. (1).
إلا أن أهل السنة لا يرون تمييزا بين صحابي وآخر.. ومن ثم فهم لا يجيزون تجريح الصحابي ويقولون: من ثبتت صحبته ثبتت عدالته. فجميع الصحابة عندهم عدول لا استثناء.. (2).
وهذا يقودنا إلى قضية جديدة تتعلق بموضوعنا وهي قضية المتن والسند.
أما المتن فيقصد به نص الحديث الوارد على لسان الرسول.. وأما السند فيقصد به سلسلة الرواة الذين أسندوه للصحابي الذي رواه عن الرسول.
وفيما يتعلق بالمتن فإنهم لا يجيزون نقده ولا إعمال العقل فيه حتى ولو كان يخالف القرآن. فإنه يوفق بين نص الحديث ونص القرآن من غير نفي أو إنكار لنص الحديث ما دامت طرقه صحيحة عندهم، حتى أنهم يقولون بجواز نسخ القرآن بالحديث.. (3).