عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ٩٤
وهذا يفسر لنا موقف عمر بن الخطاب الذي كان كثير الاعتداء على الصحابة الذين يروون على لسان الرسول، وكان يطلب منهم شهورا يشهدون لهم على صحة ما يقولون. وكذلك فعل أبو بكر من قبله وعائشة.. (1).
إلا أن أهل السنة لا يرون تمييزا بين صحابي وآخر.. ومن ثم فهم لا يجيزون تجريح الصحابي ويقولون: من ثبتت صحبته ثبتت عدالته. فجميع الصحابة عندهم عدول لا استثناء.. (2).
وهذا يقودنا إلى قضية جديدة تتعلق بموضوعنا وهي قضية المتن والسند.
أما المتن فيقصد به نص الحديث الوارد على لسان الرسول.. وأما السند فيقصد به سلسلة الرواة الذين أسندوه للصحابي الذي رواه عن الرسول.
وفيما يتعلق بالمتن فإنهم لا يجيزون نقده ولا إعمال العقل فيه حتى ولو كان يخالف القرآن. فإنه يوفق بين نص الحديث ونص القرآن من غير نفي أو إنكار لنص الحديث ما دامت طرقه صحيحة عندهم، حتى أنهم يقولون بجواز نسخ القرآن بالحديث.. (3).

(١) تأمل قول عمر للأشعري حين سمعه يروي حديثا لم يعرفه: فوالله لأوجعن ظهرك وبطنك أو لتأتين بمن يشهد لك على هذا. انظر مسلم: ج ٣ / ١٦٩٦. وموطأ مالك: ج ٢ / ٩٦٤. وكان عمر قد هدد أبا هريرة لكثرة رواياته، وكذلك عائشة. انظر أضواء على ألسنة المحمدية وأبو هريرة شيخ المضيرة لأبي رية..
(٢) أنظر فصل الرجال من هذا الكتاب.. وهذا التعريف يتناقض مع أحاديث الحوض المروية في البخاري والتي تشير إلى ردة الصحابة من بعد الرسول..
(٣) أنظر كتب علوم القرآن، وكتاب تفسير السنية. ويذكر أن نقد المتن عند أهل السنة إنما ينحصر في دائرة الموضوعات الواضحة والتي تدخل ضمن الأحاديث الموضوعة. لكنهم لا يتجهون بالنقد إلى الأحاديث التي تثبت صحتها بطرقهم رغم تناقضها مع القرآن والعقل..
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست