وهذا الموقف المتأرجح من قبل أهل السنة تجاه الإمام علي يعود سببه إلى الأحاديث التي رويت في عائشة ومعاوية والمنسوبة إلى رسول الله.. (1).
وحتى يبرر أهل السنة موقفهم هذا تحصنوا بالنصوص القرآنية التي تزكي الصحابة ورفضوا الاعتراف بأن الفتن أثرت في الأحاديث..
يروي مسلم عن مجاهد قوله: جاء بشير العدوي إلى ابن عباس فجعل يحدث ويقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله فجعل ابن عباس يأذن لحديثه، ولا ينظر إليه. فقال: يا ابن عباس، ما لي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك عن رسول الله ولا تسمع؟ فقال ابن عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول قال رسول الله ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا. فلما ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا بما نعرف.. (2).
وقال ابن سيرين: لم يكونوا يسألون عن الإسناد. فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم. فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم. وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم (3).
ورواية ابن عباس والتابعي ابن سيرين وغيرهما من الرويات التي تنطق بنفس المعنى إنما تؤكد ظهور ونمو حركة الوضع والكذب على الرسول لصالح أطراف مهزوزة شرعيا وتحتاج إلى مساندة النصوص (4).
ومثل هذا الاتجاه المهزوز شرعا ما كان لينجح في دعم موقفه بهذه النصوص المخترعة ومن دعم حركة الوضع دون أن تكون في يده أداة نفوذ وقوة وسلطان. فهو اتجاه يريد أن يسود وأن يهيمن ولا بد من إضفاء الشرعية عليه..