عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ١٠٥
يقول السيد الخوئي: يطلق لفظ التحريف، ويراد منه عدة معان على سبيل الاشتراك. فبعض منها واقع في القرآن باتفاق المسلمين. وبعض منها لم يقع فيه باتفاق منهم أيضا. وبعض منها وقع الخلاف بينهم. وإليك تفصيل ذلك:
1 - نقل الشئ عن موضعه وتحويله إلى غيره ومنه قوله تعالى:
(من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه) النساء / 46.
ولا خلاف بين المسلمين في وقوع مثل هذا التحريف في كتاب الله. فإن كل من فسر القرآن بغير حقيقته، وحمله على غير معناه فقد حرفه. وترى كثيرا من أهل البدع والمذاهب الفاسدة قد حرفوا القرآن بتأويلهم آياته على آرائهم وأهوائهم..
وقد ورد المنع عن التحريف بهذا المعنى وذم فاعله في عدة من الرويات منها قول الإمام الباقر عليه السلام في رسالته إلى سعد الخير: " وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده. فهم يروونه ولا يرعونه. والجهال يعجبهم حفظهم للرواية والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية " (1).
2 - النقص أو الزيادة في الحروف أو في الحركات مع حفظ القرآن وعدم ضياعه وإن لم يكن متميزا في الخارج عن غيره..
والتحريف بهذا المعنى واقع في القرآن قطعا، بمعنى أن القرآن المنزل إنما هو مطابق لإحدى القراءات، وأما غيرها فهو إما زيادة في القرآن وإما نقيصة فيه..
3 - النقص أو الزيادة بكلمة أو كلمتين مع التحفظ على نفس القرآن المنزل..

(1) الكافي، كتاب الصلاة.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست