دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٧٨
قالت عائشة: ثم وقعت بي فاستطالت علي وأنا أرقب رسول الله وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها. فلم تبرح زينب حتى عرفت أن الرسول لا يكره أن انتصر. فلما وقعت بها لم أنشبها حتى أنحيت عليها فقال الرسول مبتسما إنها ابنة أبي بكر..
وفي رواية أخرى: فلما وقعت بها لم أنشبها أن أثخنتها غلبة (1)..
لقد أوقفتنا هذه الرواية لنشاهد موقعة نسائية في بيت الرسول (ص) الذي يراقب أحداثها مبتسما ثم ينحاز في النهاية إلى صف عائشة ليس لشئ إلا لكونها ابنة أبي بكر. وقد حدد الرسول بهذا أن قيمة عائشة ومكانتها مستمدة من أبيها.
فبسلطان أبيها فرضت نفسها على الرسول واستحوذت عليه وزادت من دلالها وعدوانها على بقية أزواج النبي..
من أجل عيون أبي بكر مال الرسول لعائشة وظلم أزواجه..
إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل يتلاءم مثل هذا السلوك مع أدب النبوة..؟
وهل يمكن أن تكون زوجات النبي بمثل هذا الخلق..؟
هل من أدب النبوة أن لا يحترم النبي مشاعر زوجاته ولا يكلمهن أو يجيبهن وهو مضطجع بجوار عائشة في مرطها (لحافها) لا يتحرك من مكانه؟ ثم هو في النهاية يبارك فعل عائشة وسبها لزينب..؟
والغريب أن النسائي قبل أن يروي هذا الحديث جاء بحديث مناقض له على لسان الرسول (ص) يقول: " من كان له امرأتان يميل لأحدهما على الأخرى جاء يوم القيامة أحد شقية مائل " (2)..
ولسوف يرى القارئ في هذا الكتاب المزيد من عجائب الرواة والفقهاء الذين أجمعوا أن ميل الرسول لعائشة إنما هو أمر قلبي والقلوب بيد الله تعالى..

(1) أنظر مسلم كتاب الطلاق. باب في الايلاء واعتزال النساء وتخييرهن..
(2) كتاب حب النساء. باب ميل الرجل إلى بعض نسائه دون بعض.. وانظر ابن ماجة باب القسمة بين النساء. ويذكر أن الراوي هنا هو أبو هريرة..
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست