عائشة " فالرسول بهذا قد أقر الظلم على نفسه بعدم العدل بين نسائه معتبرا أن علاقته بعائشة علاقة مباركة من الوحي أما علاقته ببقية نسائه فهي علاقة غير مباركة. الأمر الذي ناقشناها سابقا..
والذي تؤكده هذه الرواية أيضا هو أن موقف الرسول من عائشة يعني تهديدا لبقية نسائه. فمحاولة الحديث في أمر العدل أو المساس بعلاقته بعائشة يعتبر بمثابة أذى له سوف يرد عليه بأذى للطرف الآخر وهو ما يظهر لنا من خلال قوم أم سلمة: (أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله)..
فهل كان الرسول مؤذيا..؟
وتؤكد الرواية أيضا أن السيدة سودة قد شاركت في هذه المعارك والألاعيب وهو ما يتناقض مع الروايات السابقة التي تؤكد أن الرسول تخلص منها أو هي قررت الانسحاب من حياته..
إلا أن ما تؤكده الرواية فوق هذا هو أن أم سلمة لم تتب واستمرت هي وحزبها في مناوشة الرسول بطلبها من فاطمة التدخل والوساطة ثم لما فشلت وساطتها تبعتها زينب التي دخلت في عراك مع عائشة على مشهد من الرسول الذي كان يراقب العراك متبسما..
يروى: أن الرسول (ص) لما تزوج زينب بنت جحش نزلت آية الحجاب (1)..
ويروى أيضا: أن الرسول (ص) ما أولم على امرأة من نسائه أكثر أو أفضل مما أولم على زينب. فإنه ذبح شاة (2)..
ويروى أن الناس لما تباطأوا في الخروج من عند الرسول في عرس زينب وشعر الرسول بالحرج من ذلك نزل قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن إلى طعام غير ناظرين أناه) إلى قوله (إن ذلكم كان عند الله عظيما) (3)..