دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ١٢١
كذلك كان الرسول يتعامل مع نسائه على هذا الأساس. وهن كن فيهن الصالحات القانتات وكن فيهن غير ذلك وهو ما تشير إليه نصوص سورة التحريم ونحن وفقا للوقائع التاريخية نؤيد هذا الجزء من الرواية التي ذكرتها عائشة: (أن نساء النبي كن حزبين) لكننا نتوقف في الجزء الباقي من الرواية ونرفضه..
والاعتراف بمسألة الهدايا في ليلة عائشة يعني الاعتراف بمسألة الطواف وكلا الأمرين فضح للرسول وتعرية لحياته الخاصة. وكيف كان الناس يعرفون أمر طواف الرسول على نسائه..؟
هل كان الرسول تحت المراقبة..؟
أم أن أنس - خادم الرسول - روى رواية الطواف بصفته العارف بأسرار بيته؟
وإن صح هذا أمن الأدب أن يشيع أنس هذا الأمر عن الرسول..؟
إن مسألة الهدايا حالها كحال مسألة الطواف.
ولما كانت مسألة الطواف قد تم نقضها فإن هذا ينقض مسألة الهدايا أيضا..
إن معني إدخار الناس لهداياهم حتى يوم عائشة يعني أن الناس كانوا يرقبون حركة الرسول بين نسائه ويعرفون موعد دخوله على عائشة فيندفعون نحوه بالهدايا لكسب رضاه.. وهذا يعني أن الهدية لو أرسلت إلى الرسول في بيت زينب أو أم سلمة فلن يتحقق رضا الرسول. لأنه لا يتمتع وتتحقق له الراحة والسعادة إلا عند عائشة..
والسؤال هنا ما معنى ابتغاء مرضاة الرسول من وراء هذه الهدايا..؟
هل كان الناس يتعاملون مع الرسول كحاكم فيتقون شره بهذه الهدايا التي تكون في هذه الحالة بمثابة رشوة يتحقق بواسطتها رضاه عنهم..؟
إننا دفاعا عن الرسول نرفض هذا السلفة الذي هو من اختراع الرواة للارتفاع بمكانة عائشة على حساب الرسول..
والرواية تؤكد أن الرسول رفض مطالب نسائه بالعدل بينهن أو حتى الكلام في هذا الأمر وهو ما يبدو من رفضه إجابة أم سلمة. ثم إنهاء الجدال حول هذه المسألة بقوله: " لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 127 ... » »»
الفهرست