ولقد نقل المحدثون عن الرسول (ص) الكثير من الروايات التي تحض على القرآن ووجوب تعهده والالتزام بأحكامه وتوجيهاته وأن الرسول أوصى به..
روى: أن رسول الله (ص) قال: " إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة. إن عاهد عليها أمسكها. وإن أطلقها ذهبت " (1)..
ويروى: " تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من الإبل في عقلها " (2)..
ويروى: " مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة والكرام. ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران " (3)..
ويروى أن النبي (ص) أوصى بكتاب الله (4)..
ويروى أن الرسول (ص) أوصى في حجة الوداع كتاب الله كما أوصى بعترته أهل بيته (5)..
ويروى عن الرسول قوله: " الحال ما أحله الله في كتابه. والحرام ما حرمه الله في كتابه " (6)..
ومن هذه الروايات وغيرها يتبين لنا أن الرسول لم يوصي بسنته لاستحالة حفظها فهي علم وليست نصوصا. والعلم له أهله ممن يمتلكون مؤهلاته من الصحابة. ولأن القرآن يحتاج إلى البيان والبيان يحتاج إلى أمانة فمن ثم فإن الرسول قد انتخب آل البيت وعلى رأسهم الإمام علي ليكونوا حملة علمه وبيانه وبعده. إلا أن الأمة من بعد الرسول لم تلزم خط الإمام علي وسارت على النهج القبلي الذي قام بدوره باختراع كم من الروايات التي تدعم مشروعيته وتوطن في أذهان المسلمين أن هذا الخط هو خط الرسول وحامل علمه وبيانه..