دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ١٢٣
ويروى أن الرسول (ص) قال: " أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا ". قالت - أيا عائشة -: فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا. فكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق (1)..
ومن هذه الرواية نخرج بالنتائج التالية:
أولا: إن الوحي تنزل في بيت زينب بآية الحجاب وآية الاستئذان وهو ما ينقض ادعاء حصر الوحي في حدود بيت عائشة أو كما نصت الروايات في لحاف امرأة أو في ثوب امرأة غير عائشة..
ثانيا: إن هذه الروايات ترفع من مقام زينب لكونها نزلت بسببها آيات تحريم التبني. وزكاها الرسول بوصفها بطول اليد في معونة نفسها ومعونة الغير وهو ما لم يتحقق لعائشة المدللة. كما أولم عليها بشاة وهو ما لم يحدث من قبل في زيجات الرسول.
ثالثا: أن حال زينب الذي تصفه هذه الروايات يتناقض مع ما تصوره رواية عائشة التي تصفها بسوء الأدب في حضرة الرسول..
ورواية أم سلمة التي تشير إلى أن الرسول قد هجر بعض نسائه شهرا إنما تؤكد أن تلك النسوة إنما هن من خارج دائرة حزبها لأنها هي الرواية..
أما رواية نصيحة عمر لابنته حفصة فهي تعكس لنا مدى الغيرة والحسد أو الصراع الدائر بينها وبين عائشة من أجل السيطرة على الرسول..
ورواية العسل تلقي الضوء على كيد النساء ومؤامرتهن وأنهن لم يكن يشغلهن شئ سوى الكيد لبعضهن وتآمر إحداهن على الأخرى وكل ذلك بسبب الغيرة. مما يصور بيت الرسول مشتعلا بالمعارك والخصومات على الدوام..
فهل نكح الرسول هذا الكم من النساء لينشغل بمعاركهن وخصوماتهن..؟
إن ما تصوره الروايات أن نكاح الرسول هذا الكم من النساء إنما كان بغرض

(1) المرجع السابق..
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 127 128 129 ... » »»
الفهرست