خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٧٤
لا تتوفر فيه مؤهلات النبوة، فإنه لا يقدم على سب الناس وإيذائهم بدون سبب، فكيف بسيد الخلق وأعظمهم؟!
والقصد من هذه الشائعة دعم الشائعة الأولى، وإبراز مظلومية الذين لعنهم النبي صلى الله عليه وآله من أعداء الله، وكثير منهم من البطون، كأبي سفيان، ومعاوية، ويزيد، والحكم بن العاص، وغيرهم، فإنه بمقتضى هذه الشائعة يكون هؤلاء زاكين ومطهرين، فإذا أراد شخص أن يعترض على مروان بن الحكم أو على معاوية إذا آلت إليهم الخلافة يوما، وقال له، لقد لعنك رسول الله، فكيف تتأمر على أمته؟ كان الجواب: (لقد دعا رسول الله أن تكون لعنته لي زكاة وطهورا، ودعوات الأنبياء مستجابة، لذلك فإني زاك ومطهر بالنص، وأصحابك أهل بيت النبوة مطهرون فقط، فأنا أولى بالقيادة منهم)، وشر البلية ما يضحك!
الشائعة الثالثة - أن النبي يخيل إليه أنه يفعل الشئ وما فعله.
والنص الحرفي لهذه الشائعة ما رواه البخاري ومسلم من " أن بعض اليهود سحروا رسول الله حتى ليخيل إليه أنه يفعل الشئ وما فعله " (40).
وهذه قمة التشكيك بكل ما يصدر عن رسول الله، من أجل تحقيق ما يريده التحالف بالدرجة الأولى من إلغاء قيمة الأحاديث المتعلقة برئاسة الدولة، وبالمكانة الخاصة التي بينها رسول الله لأهل بيته الكرام.
الشائعة الرابعة - أن الرسول يسقط بعض آيات القرآن.
والنص الحرفي لهذه الشائعة ما رواه البخاري ومسلم من " أن النبي سمع رجلا يقرأ في المسجد، فقال الرسول: رحمه الله أذكرني كذا وكذا آية أسقطتها من سورة كذا " (41).
والقصد من هذه الإشاعة التشكيك بذاكرة الرسول (ص) حتى في الأمور
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»