خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٧١
ببيان الرسول المتعلق بالقضايا السياسية، ومنها قضية ولاية أمور المسلمين بعد النبي صلى الله عليه وآله، لتتوفر بذلك مبررات الانقضاض على الحكم - أثناء انشغال العترة الطاهرة بتجهيز النبي وتنصيب خليفة من بطون قريش يجمع بيده السلطة والمال وتأييد التحالف، ويواجهون عليا وأهل بيت النبوة بأمر واقع، ثم تقوم السلطة الجديدة بتحويل تلك الشائعات إلى قناعات يتناقلها العامة بالوراثة، لتصبح جزءا من الدين.
وفي ما يلي عرض لأهم تلك الشائعات:
الشائعة الأولى - أن رسول الله بشر، يتكلم في الرضى والغضب، فلا ينبغي أن يحمل كل كلامه على محمل الجد، ومن ثم لا يجب تنفيذ كل أقواله فضلا عن كتابتها.
والنص الحرفي لهذه الشائعة التي تستهدف التشكيك بقول رسول الله وعقله ما رواه عبد الله بن عمر بن العاص بقوله: " كنت أكتب كل شئ أسمعه من رسول الله أريد حفظه، فنهتني قريش وقالوا: تكتب كل شئ سمعته من رسول الله، ورسول الله بشر يتكلم في الغضب والرضى؟! فأمسكت عن الكتابة، فذكرت ذلك لرسول الله، فأومأ بإصبعه إلى فمه وقال: اكتب: فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حقا " (29).
من الذي يجرؤ على هذا النهي، وما هي مصلحته بعدم كتابة أحاديث رسول الله، وكيف يقوم بهذا العمل الخطير في حياة رسول الله دون علمه؟
في مقدمة الأشخاص القادرين على هذا العمل الخطير عمر بن الخطاب:
فهو قائد التحالف، والمعني الأول لتحقيق الهدف الذي قام التحالف لتحقيقه، وهو مبتدع نظرية (النبوة لبني هاشم والخلافة للبطون)، والشخص الثاني هو أبو بكر، فهو نائب قائد التحالف ومن المؤيدين لنظرية عمر والمقتنعين بصوابها، ومن
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»