بلون الغار ، بلون الغدير - معروف عبد المجيد - الصفحة ٩
أغراض جديدة لتضاف إلى أغراض الشعر التقليدية.
وليس الشعر هكذا عند العرب وحدهم، فهو كذلك أيضا عند الإغريق والرومان والفرس، وهو كذلك في الهند والصين واليابان، وهو الإطار الأوسع الذي بمقدوره أن يحتوي الملاحم التي أبدعتها شعوب المعمورة في الشرق والغرب، قديما وحديثا.
* * * ويستمر الشعر سلاحا فتاكا في سوح الصراع، فيكون أول حجاج جاء لنصرة آل البيت النبوي (عليهم السلام) منطلقا من لسان شاعر مؤيد بروح القدس يحمل خشبته على ظهره ضاربا في طول البلاد وعرضها منتظرا لمن يصلبه عليها..! فيسجل الشعر بذلك دوره الريادي في الولاء ويكون هو الصوت الوحيد الذي علا عندما خفتت كل الأصوات خشية التكميم والتعقيب والحبس والفتك والقتل، ويكون الشاعر هو أول من قال: كلا - للسلطات الغاشمة وحكام الباطل والطواغيت والمتحكمين في رقاب عباد الله الأحرار..!
* * * إنها لخطوة فريدة ومحمودة أن يتبنى (مركز الأبحاث العقائدية) ديوانا شعريا في (الرحلة إلى الثقلين) وذلك في زمن تنكر فيه المعنيون للشعر، وأحجموا عن الشعراء، وبات همهم إصدار المجلدات الضخمة التي من شأنها أن تملأ عين (الملأ)، غافلين عن أن (كتاب الجيب) أصبح اليوم وسيلة الإعلام والدعوة، وليس ذلك المجلد الذي عادة ما يحتل مستقره الأبدي على رف من رفوف المكتبات المغلفة بالأتربة.
لقد تبدل كل شئ في عصرنا هذا أيها السادة! فنحن في عصر
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست