ثم خطب الناس وقال (إنكم تحدثون عن رسول الله أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافا، فلا تحدثوا عن رسول الله، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله) راجع تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 2 و 3 وهكذا صدر مرسوم جمهوري بمنع حديث الرسول!!!
ولما مات أبو بكر وآلت الخلافة إلى عمر، كانت أول مشاريعه أن طلب من الناس كحاكم وناشدهم ليأتوه بكل أحاديث الرسول التي كتبوها، وظن الناس أن عمر يريد أن يجمع هذه الأحاديث فأتوه بها، فلما اكتملت بين يديه أمر بتحريقها وحرقت فعلا) راجع الطبقات لابن سعد ج 1 ص 85 وحمل الخليفة حملة شديدة لمنع الناس من رواية وكتابة أحاديث رسول الله وقد وثقنا ذلك تحت عنوان (الشائعة الأولى) وذكر ابن عبد البر في جامع بيان العلم بأن عمر قد كتب إلى الأمصار بمحو كل شئ، وأمر بإتلاف كتب الفرس ومحو مكتبة الإسكندرية راجع تاريخ ابن خلدون ج 1 ص 32 وكشف الظنون ج 1 ص 446 وفهرست بن النديم ص 334 وكتابنا الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية ص 407 وهكذا تعامل مع أحاديث الرسول بصراحة أشد من تعامله مع آثار الفرس ومكتبة الإسكندرية، لقد محى: كتب الفرس، وكتب اليونان، وأحرق كتب أحاديث الرسول!!!
وجاء عثمان وكان أول مشروع له أن صدر مرسوما بعدم جواز رواية أي حديث لم يسمع به في عهدي أبي بكر وعمر) راجع منتخب الكنز بهامش مسند الإمام أحمد ج 4 ص 64 ما هي القصة لماذا أجمع الخلفاء الثلاثة على ذلك؟
ليس بالإمكان فهم هذه السياسية عند الخلفاء الثلاثة، فشعار حسبنا كتاب الله لم يعد كافيا!!! وتصور الخليفة أبو بكر إن أحاديث الرسول تسبب الاختلاف لم يعد مقنعا، وقد اهترأت الإشاعات التي أطلقها قادة التحالف، ومجتها الأذواق السليمة فما هو القصد