راجع المرجع السابق، واصد مرسوما ملكيا رابعا وعممه على جميع البلدان هذا نصه (أن انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب عليا وأهل بيت النبوة فامحوه من الديوان، وأسقطوا عطاءه ورزقه) نفس المرجع السابق وأصدر معاوية مرسومه الملكي الخامس وعممه على البلدان وهذا نص المرسوم (من من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم (يعني عليا وأهل بيت النبوة) فنكلوا به واهدموا داره) راجع شرح النهج لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد مجلد 3 ص 595 - 596 تحقيق حسن تميم (وراجع كتابنا الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية ص 67 - 168) وهكذا صارت تهمة الكفر أخف من تهمة محبة أهل بيت النبوة، وهكذا وضح معاوية الأسباب الحقيقية لمنع رواية وكتابة أحاديث الرسول، وصب كامل نقمته ونقمة الدولة التي يرأسها على أهل بيت النبوة، وعلى كل من يذكر بحبهم!!!
وهكذا كشف معاوية عن غاية قادة التحالف من منع رواية الأحاديث النبوية وكتابتها، وحدد هذه الغاية تحديدا واضحا (ودخل البيوت من أبوابها) أما قادة التحالف الذين سبقوه، فقد اضطروا أن يحفظ غايتهم الحقيقية، وأن يسلكوا طريقين إلى هذه الغاية ففي حياة الرسول أطلقوا فيه شائعاتهم السرية للتشكيك بقول الرسول، وخلقه، وعقله حتى يبطلوا مفاعيل أحاديث الرسول المتعلقة بولاية وقيادة الأمة بعد وفاة الرسول، والمتعلقة بالدور المميز لأهل النبوة ولتحقيق نفس الغاية وبعد موت الرسول وبعد أن استولى قادة التحالف على السلطة صدرت مراسيمهم بحرق أحاديث الرسول المكتوبة، ومنع رواية وكتابة أحاديث الرسول بدعوى أن القرآن وحده يكفي، ورواية وكتابة أحاديث الرسول تصد الناس عن القرآن على حد تعبير عمر بن الخطاب، وتسبب الاختلاف على حد تعبير أبي بكر وقد استظل الاثنان بخيمة شعارهم العتيد (حسبنا كتاب الله) وقد وثقنا ذلك أكثر من مرة