إلى إبطال مفاعيل الأوامر الإلهية التي بلغها الرسول للأمة، والمتعلقة بإمامة علي بن أبي طالب من بعد النبي، وبالدور المميز الذي أعطاه الله لأهل بيت النبوة بعد وفاة نبيهم، وقد أسف النبي لذلك أشد الأسف وشلت حركته ضدهم قيمة العدل الإلهي بالتفصيل الذي تناولناه بالفصل السابق، وخشيته من تقول الناس (إن محمدا لما انقضت الحرب بينه وبين المشركين وضع يده في قتل أصحابه (راجع المغازي للواقدي ج 2 ص 1043 - 1044 (وما على الرسول إلا البلاغ) لقد اختار الله محمدا رسولا كما اختار غيره من الرسل، ليبلغ آخر رسالة إلهية إلى بني البشر، ومهمة الرسول أن يبلغ الرسالة التي عهد الله إليها تبليغها بدون زيادة ولا نقصان، ويتبع ما يوحى إليه بكل خطوة، فالرسول عبد مأمور لله، ليس له من الأمر شيئا إلا ما خوله الله تعالى، لقد بلغ كل رسول سبق النبي رسالة الله إلى قومه، ورفضت على الغالب أقوام الرسل كافة الرسالات الإلهية، لم يعاقب الله الرسول بجرم قومه وعدم تصديقهم له إنما أخذ الأقوام التي كذبت الرسل، ونجى الله رسله، لأن مهمة الرسول أي رسول هي البلاغ. لقد نجح النبي حيث أخفق غيره، وتحمل من الأذى والبلاء، ما لم يتحمله غيره، وصبر على قومه، حتى أنقذهم من الشرك إلى التوحيد، وأقام دولتهم لأول مرة في التاريخ، وبين لهم صراط الله المستقيم، وتابع عملية تعميق مفهوم التوحيد في النفوس، ومفهوم الوحدة، ووضع الناس في أدق تفاصيل صراط الله المستقيم، فاستقامت أمورهم وعرفوا درب الفلاح.
في بداية الفرحة بنصر الله والفتح، انحرفت شرائح من أمة محمد وطعنت باختيار الله سبحانه وتعالى لعل ليكون إمام الأمة من بعد النبي، مثلما طعنت باختيار أهل بيت النبوة لدور تاريخي مميز بعد وفاة النبي، بمعنى أن هذه الشرائح التي كونت تحالفا قبلت الرسالة الإلهية أو تظاهرت